Saturday, February 5, 2011

الثورة التونسية افتراضيا


لم يكن من الممكن أن يحدث تغيير في تونس دون عالم افتراضي هكذا تقول عديد التحليلات. وإن كان أساس الثورة هو الشارع دون منازع، فقد لعب مستخدمو موقع فايسبوك دورا مهما في ذلك، كثير منهم يلتقطون صور الأحداث من مظاهرات واشتباكات ويسجلون مقاطع الفيديو ليحملوها في وقت لاحق على موقع فايسبوك أو يوتيوب.

شر البلية ما يضحك ... الحس الفكاهي لدى التونسيين تفجره الأزمات

لقد أدى سقوط النظام السابق إلى الكشف عن حس فكاهي يحمل في طياته عمقا كبيرا. فقد اختار العديد من التونسيين التعبير عن مواقفهم السياسية وآرائهم عبر الدعابة والنكت.

وإن تتداول التونسيون فيما بينهم سابقا دعابات تنتقد النظام السابق وسياساته فإن الثورة أدت إلى تفجر الحس الفكاهي لديهم خاصة على موقع الفايس بوك وأصبح كل حدث سياسي داخل وخارج البلاد مصدرا للتعليق الفكاهي.

ياسين بن عبد الله مقلد الرئيس المخلوع: لم أتوقع كل الصدى الذي لقيته ويسعدني أن أشارك في أعمال فنية




تعرف العديد من التونسيين من مستخدمي موقع فايسبوك على ياسين بن عبد الله من خلال مقاطع فيديو مصورة يقلد فيها ياسين الرئيس المخلوع بن علي.

وكان لقدرته الفائقة على تقليد صوت الرئيس وطريقته في التعبير إضافة إلى استخدام عبارات عادة ما كان يكررها بن علي دور كبير في نجاح ياسين على موقع فايسبوك. وبالرغم من أن ياسين قدم ثلاثة مقاطع فيديو فقط إلا أن معجبيه على موقع فايسبوك في تزايد مستمر فالصفحتان المخصصتان له تضمان معا 14 ألف معجب وكثيرة هي التعليقات التي تشيد بهذه الموهبة. وقد كان لنا مع ياسين الحوار التالي


"الطرابلسية " ومن لف لفهم خط أحمر أمام المساءلة الضريبية !!

يعتبر قطاع الجباية من أهم القطاعات الحيوية التي توفر الموارد الرئيسية لخزينة الدولة في تونس. ولكن خلال حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لم تشمل المساءلة الجبائية العائلات المقربة منه.

هل يسير مبارك على خطى بن علي؟

يعتمد الحكام العرب في التعامل مع الشعوب على نظرية "بانسبيرميا"، فمثلما يرى أصحاب هذه النظرية العلمية أن الحياة على كوكب الأرض زرعت من كوكب آخر، يرى الحكام العرب أن أصوات الشعب المدوية والمطالبة بالحرية والتغيير قادمة من كوكب آخر.

فهم يعمدون عادة إلى تجاهل هذه المطالب وسوء تقدير قدرة شعوبهم على التغيير. بن علي لم يعر أي اهتمام لاحتجاجات التونسيين التي لم تهدأ في عديد المدن التونسية واعتقد أن قبضته الأمنية ستسمح له بإعادة الوضع إلى ما كان عليه. فليمت من يمت وليتظاهر من يتظاهر، جنون العظمة أعماه فلم ير الصورة كاملة. ومبارك اليوم يختار الحزم والقوة ردا على مئات الآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بحقوقهم وبالتغيير ويردد على مسامعهم أنه سيظل رئيسا. لن يهدأ الشعب المصري حتى يحصل على حريته، فالصرخة النابعة من قلب الشعب لن تطفئها استقالة الحكومة أو أية إجراءات أخرى. فنسبة الفقر والبطالة في مصر مرتفعتان ومكاتب الاقتراع معروفة نتائجها مسبقا وإذا لم يتمكن مبارك طيلة ثلاثين سنة من تحسين الأوضاع فهو لن يحقق ذلك اليوم.